
البتراء الوردية أرض العجائب
في قلب جبال الأردن الصخرية ، في جنوب عمّان ، تتلألأ تلك المدينة الوردية المنحوتة ( البتراء ) ، عاصمة حضارة الأنباط ، وإحدى عجائب الدنيا في العصر الحديث .
تمتد البتراء من عسقلان الفلسطينية في الغرب و حتى الصحراء الشامية في الشرق ، يتجسد فيها مدينة من أروع المدن التاريخية التي كانت ومازالت تحمل في طياتها الكثير من الأسرار ، فمدينة البتراء هي مستودع تاريخي وديني يضرب جذوره في التراث العريق.
تلك المدينة المتفردة أيضا كانت مسرحا للكثير من الأحداث التاريخية والأعمال الفنية ، ومصدرا لإلهام الكثير من الفنانين والمبدعين في الشرق والغرب .
تعتبر البتراء مدينة أثرية متكاملة ومستقلة ، تجذب لها الزائرين من كل أماكن الأرض ، للتمتع بجولة مثيرة داخل مدينة الغموض والتاريخ ، من خلال زيارة تلك الأماكن :
التكوينات الصخرية الوردية
قد يكون أجمل ما يميز البتراء هو اللون الوردي الغالب على تلك المدينة ، هو أصل تسميتها بهذا الاسم ، فكلمة البتراء في اللغة النبطية تعنى الصخور الوردية ، والعجيب في الأمر أنه تم نحت المدينة بالكامل في هذا الصخر الوردي منذ العصر النبطي قبل الميلاد و حتى القرن الأول الميلادي ، مما يجعل فكرة زيارتها للتمتع بمشاهدتها فكرة غاية في الإثارة و الروعة .
ومن أروع الأشكال الصخرية الوردية التي تميز مدينة البتراء :
الطريق الملتوي ، و الدير القديم الذي يعود للقرن الأول الميلادي ، و المسرح الذي تشتهر به مدينة البتراء ، وأيضا المعبد الكبير ، قصر البنت ، و المحكمة .
الخلفية التاريخية لمدينة البتراء
هنالك الكثير من الأقاويل التاريخية التي حيكت حول البتراء ، منها ما تم إثباته بالدلائل ومنها ما لم يتم إثباته حتى الآن ، فهالة الغموض التي تلف تلك المدينة تجعل منها رمزا روحانيا ثقافيا وتاريخيا عملاقا عند أصحاب المعتقدات الدينية الثلاثة ، على سبيل المثال هناك معتقد ديني في العقيدة اليهودية يؤكد على أهمية أرض البتراء بالنسبة لهم ، كاعتقادهم بوجود تابوت العهد مدفونا بأرضها .
جبل هارون
بإحدى قمم الجبال العالية في مدينة البتراء ، يقبع مقام النبي هارون ، لذلك أطلق على الجبل ( جبل هارون ) ، المقام عبارة عن مسجد صغير تقام حوله الطقوس الدينية في المناسبات المختلفة ، وتنسج حوله الكثير من الحكايات والأساطير، يرتاده له الزائرون من الكثير من الأماكن، للتبرك من قدسية المكان، وإحياء تلك الطقوس.