السفر .. والأطفال

هل فكرت يوما في السفر مع أطفالك؟

 

أقصد هل فكرت في اصطحاب أطفالك معك أثناء السفر ؟

أعرف أنه سؤال بليد نوعا ما. لأنك مرات كثيرة لاتسافر من أجل الأطفال. من أجل سعادتهم.

وقليل هي المرات التي تفعلها لأجل سعادتك لوحدك.

لذلك دعنا نتفق أن وجود الأطفال هو من دواعي السفر. وليس مانعا أو معطلا لأي سفر…

فمن التعاسة حقا أن نستغرق في تلك المواضيع النمطية التي غالبا ما يبدأها الناس ب:

الأطفال مزعجين أثناء السفر…فأنا ومعي أنت،

لم نفهم لحد الآن أين يسكن هذا الإزعاج، وكيف حاله، وما طبيعته؟

الناس فعلا تفكر هكذا لأنهم عاجزون عن فهم أطفالهم، عاجزون عن استيعابهم،

لأنهم دائما يتوقعون من أغراس يانعة أن تفكر وتتصرف مثل الأشجار الشاهقة…

فيا ليتهم يفهمون أن طفلا في سن الخامسة ليس رجلا في سن الخمسين…

فهناك صفر على اليمين في الحالة الثانية…بل حتى هذا الراشد في سن الخمسين صعب في كثير من الأحيان أن تفهم ماذا يريد،

فتكون في حاجة لفلق رأسه بملعقة لتعرف أين يزيغ عقله عندما تريده أن يركز.

فما بالك بطفل لم يكتمل نموه العقلي بعد.

فاذا فهمنا أطفالنا بشكل جيد سنجعلهم غير مزعجين سواء أثناء السفر أو أثناء المكوث في المنزل.

لأن الطريقة التي ينظر بها ابنك اليافع للسفر ليست مثل الطريقة التي تنظر بها أنت،

فهو يملك عينين لا توجدان في رأسك أو ربما العكس…

فاذا كنت تفكر أن السفر هو مهمة أو التزام أو جنوح نحو المتعة اللحظية.

فكن متيقنا أن هذا الطفل يرى في سفره معك متعة،لذة ولعبا.

هكذا سيفكر حتى لو سافرت به إلى المريخ.

فتصوره للأشياء غريب للغاية لذلك ينتج تصرفات أكثر غرابة.

على هذا الأساس يجب أن نتفادى أي إزعاج محتمل،

وذلك بألا ننازعه فرحته، ولذته، وشهيته للتنقل التي قد نفتقدها نحن بسبب السن.

فالطفل ينظر للأمور بعيد عن تعقيداتها. وما علينا الا أن نتصرف كالأطفال نحن كذلك كي نفهم بعضنا البعض

ونستمتع كما هم يستمتعون، ولما لا نندمج معهم في لذتهم ونلعب كما هم يلعبون…

حينها سنسترخي ونعتبر تصرفات الصغار أمرا مقبولا لا يحتاج الى تعقيب،

بل قد يكون أمرا مثيرا للبهجة والفرح، وهذا ما يمكن أن نسميه: التفهم

للمزيد من المقالات قوموا بـزيارة الموقع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى